تيار المقاومة والتحرير - الموقع الرسمي

قوَات العاصفة- شبكة الجرمق

الصفحة الأساسية > المكتبة > ملفات > ملف يتناول دراسة حول الجدار الصهيوني العازل

ملف يتناول دراسة حول الجدار الصهيوني العازل

الجمعة 7 كانون الأول (ديسمبر) 2018

مقدمة البحث

[/لقد شكّلت الجيوبوليتكا الصهيونية محرّكاً فاعلاً للعمليات الاستيطانية اليهودية في فلسطين, وهي تجد نفسها اليوم مضطرّة لإبلاء موضوع “الأمن" أكثر أهمية عن موضوع "الاستيطان". ذلك أن تطوّر العلاقة بين “الأمن” و”الاستيطان” قد دخل مرحلة جديدة بات فيها تغليب "الأمن على الاستيطان" أمراً لا مفرّ منه, بعدما وصلت الجيوبوليتكا الصهيونية إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه من تحقيق لطموحاتها الأرضانية، والجيوبوليتكا بما هي نزاع متنوّع الأبعاد والأشكال على "الكيان الجغرافي" الفلسطيني, لتجعل من جغرافية هذه الأراضي بمكوّناتها الطبيعة والبشرية عاملاً أساسياً في تحديد أطر ومناحي هذا النزاع؛ وعليها فإنه مخطئ من يعتبر أن فكرة بناء الجدار الفاصل خطة جديدة أو طارئة، مغزاها أمني، فالخطة قديمة متجددة وهي أهم الركائز السياسية التي يقوم عليها الفكر الصهيوني وهدفها جيوسياسية، بالتالي مرت بمراحل متعددة تمهيدية، وبصيغ عدة لتقبلها محلياً ودولياً، لتحقيق هدفها وغاياتها لتتفق مع رؤية وبرنامج الشخص أو الحزب الذي يطرحه، حتى أن في تسميتها للجدار لجأت لتسميات تهدف لتضليل الرأي العام بما يعرف ب"السور الواقي"، هذه هي التسمية التي أطلقتها «إسرائيل» على عملية الاجتياح الواسع والمدمر للمدن والقرى الفلسطينية، هذا السور لا يعرف له مكان ولا بداية أو نهاية، ولا حدود جغرافية أو "كيان جغرافي". وهو سيصادر ما يقارب الـ 58% من أراضي الضفة الغربية، وتسيطر على أحواض المياه الجوفية ، وتقسم عشرات المدن والقرى الفلسطينية، تمهيداً لطرد وتشريد ما يزيد عن 200 ألف فلسطيني من بيوتهم وممتلكاتهم، إضافة إلى إقامة جدار جديد حول مدينة القدس الشريف لعزلها عن محيطها الفلسطيني وتهويدها، وطمس هويتها التاريخية والدينية والروحية العربية والإسلامية، وسد منافذ تواصلها جغرافياً وسكانياً وديمغرافياً مع الضفة الغربية، ولعزلها ووضع الفلسطينيين داخلها وخارجها تحت الأمر الواقع، وقطع الطريق أمام قيام الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافياً، ليحولها إلى معازل و"غيتوهات"، ويسرق ويضم الأراضي بلا حساب أو عقاب، بل وبتواطؤ ممن تعتبر نفسها حامية الديمقراطية، وبسط السلام في العالم.

مبررات عدة منها "كذبة الأمن"، التي تسوقها« إسرائيل» لبناء الجدار، تخالف الواقع، بل إن ما على الأرض أمر وأدهى مما يقال، فهناك "استعمار استيطاني" متواصل على الأرض ونهب للمياه وتمزيق لأوصال الوطن، واليوم تسوق من جديد على حجة المحافظة على أمنها، لتواصل عدوانها من اجتياح وتوغل وحصار في الضفة والقطاع. وبلا شك أن هدف الجدار، هو إخراج أكبر عدد ممكن من السكان الفلسطينيين من حدودها وإدخال مستوطنات« إسرائيلية» بعضها ذات كثافة سكانية عالية مثل: "معالي أدوميم، جفعات زئيف، افرات، عوفرا، هار حوماه، ايتمار، أرئيل، عطيرت، شيلو، آدم، أدوميم، بيتار عيليت و... أخرى."تم بنائها في أحياء القدس والضفة الغربية، ليكونوا عبئاً جديداً، يحرم السكان الفلسطينيون أصحاب الأرض، من كل الخدمات التربوية والصحية وغيرها التي كانوا يتمتعون بها، عندما كانوا ضمن حدود القدس أو غيرها، واليوم أصبحوا يسمون بلاجئي جدار الفصل الذي أفقدهم أرضهم، وأبقاهم خلف الجدار وأصبحوا عالة على الآخرين بعد أن كانوا يصدرون منتجاتهم الزراعية للخارج، كما أن بعضهم سيفقد عمله أو تجارته على المدى البعيد.بل الخوف من أن تعتبر «إسرائيل» هؤلاء من الغائبين وتصادر أملاكهم، وهو بالفعل قد صدر قبل أسابيع بأحقية التصرف من قبل المستوطنين في أملاك الفلسطينيين التي وضعت يدها الدولة عليه سابقاً، ضمن وسائلها التهجيرية والمضايقات في السكن حيث تتعرض بيوتهم للتهديم بحجة البناء غير المرخص، وعدم السماح لهم ببناء بيوت جديدة أو توسعتها فإن المساحة الجغرافية ستضيق بهم ذرعاً خاصة بعد أن نزح عدد كبير منهم إلى المركز بعد أن علموا بأن الجدار سيقام في مناطقهم ويخرجهم منها، هذا بالإضافة للسياسة التي ينتهجها الجيش عند عبور بوابات الجدار من خلال تصاريح خاصة تمنح بشروط تعجيزية للتفتيش والتدقيق في وثائقهم والتفرس في وجوههم حتى يكون مصيرهم في هذا مثل مصير أخوتهم في الضفة الغربية الذي يقفون في طوابير لساعات يلقون من العنت والمضايقة والإثقال، مما يجعل حياتهم أشبه بجحيم فيسهل التخلص من ذوي حملة الهوية خاصة سكان القدس، ولهذا أخذ الصراع يأخذ وتيرة أشد تكمن، في تدفق اليهود الأرثوذكس (الحريديم) الذين أخذوا يحلون محل اليهود العلمانيون الذين بدئوا بمغادرة المدينة منذ سنوات، وهؤلاء ينجبون أعداداً كبيرة من الأولاد قد يصل عددهم إلى اثني عشر ولداً أو أكثر للعائلة الواحدة، لتصبح الأقلية أغلبية. نتيجة (النمو الديمغرافـي لهم) ، التطبيق السافر والشرس لأيدلوجيا الاقتلاع والإحلال ـ اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وإحلال الاستعمار الاستيطان بديلاً وتهويد الأرض الفلسطينية وهي فلسفة السياسـة السكانيـة الصهيونية./]


ملاحظة الموقع: نشر الدراسات والملفات المختلفة لا يعني تبني هذه الملفات أو خلاصاتها بقدر ما يهدف إلى تسليط الضوء على ما فيها.

تنويه الاعلام المركزي : القائمون على تشغيل وسائل التواصل الاجتماعي لا يخجلون من خضوعهم لارادة الاحتلال الصهيوني وتعليماته التي تجعلهم ليسوا أكثر من أداة رقيب احتلالي عسكري للكيان الصهيوني الاحتلالي والعنصري (الابرتهايد) تويتر بعد يوتيوب يوقف حساب التيار والحجة ذاتها


الموقع الرسمي - الاعلام المركزي - مفوضية الشؤون االاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

3 من الزوار الآن