نعم لعزل المتآمرين...

فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا.

يا جماهير شعبنا العظيم،
في الوقت الذي لم تجف فيه دماء أبطالنا المغدورين في نابلس وجنين وبيت المقدس بعد، وفي الوقت الذي لا زالت فيه أنات الجرحى وآلام المصابين ناتئة، وفي الوقت الذي يصارع فيه فرسان شعبنا أبناء الحركة الأسيرة ضمير مسيرتنا الوطنية سجانيهم على أبسط حقوق الأسر، تقدم الطبقة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية على إدارة الظهر لكل هذا، والالتقاء مع القتلة في مدينة العقبة اليوم الأحد 26 شباط 2023 تحت دفوعات واهية وحقيقة مرتبة مرعبة.

ايها المجاهدون،
نعم سحبت السلطة الفلسطينية مشروع إدانة العدو وتوصيف استيطانه قانوناً لأجل بيان رئاسي لا قيمة له وحمل في ذات الوقت ما أسماه إدانة الإرهاب بمعنى إدانة جهادكم، وكما فعلت دائما منذ جولدستون وما قبله وما بعده خضوعا لإملاءات الأمريكان في الظاهر، وحفاظاً على رؤوس وكراسي وانتفاعات هذه الطبقة المقيتة في الباطن والحقيقة، ونعم لم تستجب مؤخرا لما طالبتم به من أبسط إجراء بالامتناع عن حضور هذا المؤتمر المفصلي والفارق بين الخيانة الملتبسة والخيانة العلنية المؤسسة.

إن هذه الطبقة لم تقع في فخ سياسي ولا سارت عكس إجماع شعبنا الوطني صدفة أو لمرة واحدة، بل تقتضي الحقيقة كل الحقيقة للجماهير أن نقول الصدق المعلوم بأن ديدن هذه الطبقة هو هذا المسار الذي يبدو أنه لم يعد ينفع معه قنابل دخان الحقيقة الملتبسة التي تجعل من التعامل معها بعض إراحة للضمير، فطلب منها الآن مع عجز العدو في وأد الانتفاضة الشعبية وتشكيلاتها القتالية المجيدة في العرين والكتائب أن تلج النار مباشرة ودون درع بيانا جهارا نهارا.

أيها الأبطال،
إن التيار يثمّن مواقف الفصائل والقوى السياسية والشخصيات الوطنية والجماهيرية التي أبدت معارضتها وأذاعت الصوت ضد هذه الخطوة الخطيرة جدا في مسيرة شعبنا وكفاحه العظيم، وإن مجمل الطلبات التي نادت بخروج الجماهير وتسعير الانتفاضة هي الرد الناجع على هذه الخطوات الخارجة عن الصف الوطني، بيد أن التيار يرى في البيانات الفدائية لكل الفصائل التي تملك تشكيلات قتالية في الضفة المحتلة بقدسها هو الرد المطلوب الأول منها قبل دعوة الجماهير للخروج الى الشوارع والميادين.

إن إقدام هذه الطبقة المحتكرة لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بكل الاستهتار لمشاعر شعبنا في الوقت الذي تسرّع فيه حكومة بن غفير - سموترتش مشاريع التهويد والقتل وتسليح المستوطنين والحصول على مليارات الشيكلات لاستهداف الحرم القدسي وتقنين القوانين لتجريد المقدسيين وأبناء شعبنا في الداخل من حقوقهم وكيانيتهم تحت سيف ما يسمى بمشروع القومية اليهودية التوراتية وفي الوقت الذي يسعى فيه كونغرس الامريكان لشطب العودة وحقها وشطب قضية اللجوء بأسره،لا توصيف له إلا الخيانة الوطنية الصريحة.

أيها الشعب العظيم،
لقد وقف الأخوة والآباء الملهمون في السرية والكتيبة والجرمق يوما ضد عزل الكتائب اللبنانية في ساحة لبنان في سبعينات المنصرم حرصاً على ألا يراق الدم وألا تحدث الكارثة، واليوم يقف أخوتكم في الامتداد الطبيعي لذلك في تيار المقاومة والتحرير مع قرار عزل هذه الطبقة السياسية سياسيا واجتماعياً حتى لا تقود شعبنا في هذا المفصل التاريخي إلى التنازع والفشل وذهاب الريح خدمة لأغراضها الذاتية الدنيئة مضحية بمصالح شعبها في سبيل هذا الخشاش البائس.إن البقاء في خانة التنديد والإدانة دون خطوات عملية هو غطاء لاستمرار هذه الطبقة ودفع البلاد والعباد نحو الدرك السحيق واستمرارها بدورها غطاء لارادة العدو والامبرياليين والمنافقين الذين عادوا اليوم تحت اسم عصري باسم المطبعين والابراهميين والله ورسوله والمؤمنون منهم برآء.

إن تيار المقاومة والتحرير يدعو الجميع إلى لحظة الحقيقة وشجاعة الموقف ويؤمن بضرورة العمل الجاد والسريع لما يلي:

1- الإجماع الوطني الذي يقف ضد هذه الخطى المتسارعة من قبل هذه الطبقة المنبوذة والخارجة عنه، هو نفس الإجماع الذي يجب عليه أن يعلن صراحة عن العزل السياسي والاجتماعي لهذه الطبقة في حركة« فتح» المختطفة ومنظمة التحرير المسلوبة والسلطة المسلطة على رقاب شعبنا، كل بحسب موقعه وصلاته.
2- يدعو تيار المقاومة والتحرير كافة الفصائل المنضوية تحت يافطة منظمة التحرير والتي باسمها وصل ما يسمى بأمير سر لجنتها التنفيذية إلى العقبة ليلتقي الشاباك وأمان وموساد علناً إلى إعلان انسحابها من هذه المنظمة حتى استعادتها لشعبها الذي باسمه أعلنت وباسمه قدمت آلاف التضحيات وليس باسم هذه الطبقة المتغوّلة والمستكلبة فيها.
3- يدعو تيار المقاومة والتحرير كافة مرتبات وتشكيلات الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية إلى الإعلان العلني عن رفض أي من أوامر الخزي والعار والخيانة في استهداف أبناء شعبهم بالاحتجاز والتعذيب والقتل وتشكيل فرق موت بيد الامريكان والصهاينة ضد أبناء جلدتهم ومجاهدي شعبهم، والى عصيان ذلك كله ولو أدى ذلك إلى مغادرة مواقعهم في هذه الاجهزة وانسلاخهم عن ارادة الشيطان.
4-يدعو تيار المقاومة والتحرير جماهير شعبنا الأبي إلى تشكيل صناديق اجتماعية تكافلية لحماية أبناء الأجهزة المستنكفين عن قسم الشيطان والملتحقين بظهراني شعبهم ولتكن هذه الصناديق أيضا داعمة لمجاهدي شعبنا في العرين والكتائب والمجاهدين كافة تسويرا وحماية اجتماعية لا بد منها اليوم.
5-يدعو تيار المقاومة والتحرير إلى العودة الى الاقتصاد الوطني واستعادة عافيته طبقا لبرامج الانتفاضة المجيدة استعدادا لما هو قادم ونبذ الشكليات والكماليات ومظاهر الترف الفارغة التي أغرق بها شعبنا عن قصد وتصميم من قبل طغمة الفساد الاقتصادي والسياسي لتكوين مصالح هذه الطبقة مع مستوطني وسارقي أرضنا وذابحي شعبنا والذين لا يتورعون عن كل أجرام يديم لهم المال الحرام والموقع الحرام.

أيها الأبطال،
لا عقبة ولا ألف عقبة قادرة على استئصال إيمان شعبنا بحتمية النصر المبين على المجرمين الملاعين سارقي أحلامنا وحقوقنا وحياتنا الطبيعية، ولن تستطيع هذه القوى المتآمرة والمرتمية في أحضان شياطين الأرض أن توقف إيمان شعبنا العظيم بحقه في وطنه كاملا وحقه في عودته ناجزة ظافرة، وإن كل المؤامرات على مدى مائة عام من الاستهداف لم تستطع أن تمنع توالد أجيالنا على طريق الجهاد والكفاح وها هي النماذج المنيرة الهادية أمام أعيننا في ربوع وطننا السليب في كل مكان تؤكد أن لا باطل دائم ولا حق ضائع مع هذه الارادة وهذه التضحيات.

يا جماهير شعبنا،
أنتم أصحاب القرار وأنتم أصحاب الحق وأنتم أصحاب النصر القادم، قلتم دوما وأكدتم «المنية ولا الدنية» فإلى معركة تسييج حاضنة مقاومتنا الباسلة اليوم وليس غدا ولنقطع الطريق على كل مؤامرة وكل غادر خائن، فإن الوقت اليوم هو وقت الجهاد العين ولا وكالة فيه ولا نيابة عنه، لكل دوره ولكل مسؤوليته الوطنية والعقدية والاخلاقية، فإلى الميادين وإلى الشوارع وإلى ساحات المواجهات، والله ولي المؤمنين وناصرهم.

نعم لعزل المتآمرين،
عاشت قوى الأمة الحية وعاش مناضلوها،
عاشت وحدة الدم المقاوم والمنتفض في الميدان،
عاشت انتفاضة شعبنا ومقاومته البطلة،
المجد للشهداء والشفاء العاجل لجرحانا الأشاوس،
العزة للمجاهدين،
الخزي والعار للعدو وعملائه،

واننا لمنتصرون

تيار المقاومة والتحرير
القدس - فلسطين

الأحد 6 شعبان 1444هجري ، 26 فبراير 2023 ميلادي