بيان تيار المقاومة والتحرير: اليوم وليس غداً...

باسمه تعالى: كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ. صدق الله العظيم

اليوم وليس غداً...

يا جماهير شعبنا العظيم ،
لقد قاربت الشهور الخمسة على التمام، ونحن اليوم في منتصف شعبان وعلى أبواب رمضان، ولا زالت حرب التصفية والاقتلاع والتجويع والتطهير والهدم والإفساد، تمارس ضد شعبنا في الأرض المحتلة، بقدسها وضفتها وغزتها، واقتربت قرابين شعبنا من كسر رقم المائة ألف شهيد، ولا زالت الأنظمة والحكومات العربية والاسلامية عاجزة حتى تنفيذ ما اتفقت عليه في قمتها الأخيرة، بكسر الحصار وإغاثة مليوني فلسطيني يتعرضون للقتل اليومي بالطائرات والتجويع.

يا جماهير فتحنا العظيمة،
لقد أعطيتم الفرصة التامة لكل ما سميَّ بتجربة الوصول إلى دولة فلسطينية سيدة على أرضنا المحتلة أو ما أمكن منها، عبر مقاربات سياسية مع هذا العدو المجرم القاتل والمارق، والمتصرّف فوق القوانين الدولية والشرائع التي ادّعتها دول العالم، وقد أعلن هذا المجرم صراحة وصوت كنيست القتلة، على رفض الدولة الفلسطينية وألقى بكلّ ما وقّع عليه وما واثقكم عليه إلى مهملات التاريخ، بل واستكمل المجرم نتنياهو إعلانه بخطة احتلال غزة ونسخ تجربته في الضفة هناك كما يتمنى.

واليوم فإن حكم الله بالتغيير قادم، ولا معنى إطلاقا لامعان في طريق الأوهام وطريق الآلام التي جنى شعبنا بسببها الويلات، ولا بد من استعادة التوازن الآن عقب هذا السقوط المدوي لكامل التجربة، وأمام المهالك التي يحاولون فرضها على مصير شعبنا.

وعليه، يدعو تيار المقاومة والتحرير إلى ما يلي:

1- إعلان واضح وصريح من منظمة التحرير الفلسطينية يلغي فيه اعترافها بالعدو الصهيوني بأي شكل كان، ويثبّت أن الاحتلال الصهيوني قائم بالقوة على كل أرضنا الفلسطينية.

2-استخدام السلطة الفلسطينية وأجهزتها لتصبح مكسبا تنظيميا وإداريا للشعب الفلسطيني وليس عصىً على ظهر مقاومته، وإطلاق أجهزتها لمواجهة المحتل.

3-تشكيل حكومة فلسطينية مؤقتة من فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس والجهاد مع فتح وبقية فصائل وتشكيلات المواجهة مع العدو بأي شكل كان يقود مرحلة الصراع بالكامل ويشكّل قيادة وطنية موحدة وحقيقية لمراحل الصراع المقبلة.

4- إن استجابة «فتح» الرسمية اليوم لدعوة موسكو واللقاء لتحديد برنامج وطني على قاعدة المقاومة الشاملة في كل فلسطين المحتلة ووضع كل الامكانات في خدمة المواجهة المصيرية للرد على برنامج التطهير والتهجير والهدم المعلن أصبح شرطا أساسيا وانتهى زمن الضباب، وإلا فإن قواعد «فتح» مطالبة بكنس كل المتخاذلين والعجزة وأصحاب المصالح الحقيرة على أنواعها وتطهير هذه الحركة واستعادتها لصوابها .

5-تصعيد المواجهة العسكرية والسياسية مع العدو المجرم في كل المحافل والميادين الاقليمية والدولية ورفض اعتبار شركائه الامريكان طرفا لأي مقاربة والاصرار على حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني وتحرير أرضه عبر كل الوسائل الممكنة وأولها الكفاح المسلح.

6-استكمال رفع كل القضايا التي تم تأخيرها وقبرها من فتوى المحكمة بشأن الجدار العازل إلى جولدستون إلى كل القضايا التي جرى المساومة حولها، وتقديم ملفات جديدة للجنائية الدولية بحق المجرم نتنياهو وشريكه بايدن.

7-وضع ما يحاك للأقصى وخاصة ونحن على أبواب شهر رمضان أمام كل العالم على أنه إعلان صريح بالحرب الدينية، وطلب واضح وصريح وعلني للأمة أن تكون في صورة إعلان فلسطيني يعلن وضع الأقصى في رقبة الحكومات والشعوب فالأقصى ليس للفلسطينيين وحدهم ومع ذلك خاض شعبنا مئات المواجهات وآخرها الطوفان من أجل الأقصى.

يا شعبنا العظيم،
إن تحديد الأولويات اليوم وقف عدوان العدو ولجمه وإغاثة شعبنا في غزة، ولن يتم هذا دون تفجير ساحات الاشتباك بالضفة والقدس بأعلى الوتائر الممكنة، والعدو يستفيد اليوم بالانفرادات في كامل مدن وقرى الضفة ومخيماتها طالما بقيت المواجهة متفرقة.

إن تطبيق قرارات المجلس المركزي والتي أغفلت لوقت طويل وأولها ما سمي التنسيق الأمني أوصلت الضفة للاستباحة الشاملة، وأوصلت العدو للانفلات الكامل، وإن وقت الحساب والمحاسبة ليس في أتون المعركة المفروضة على شعبنا، ولكن سيأتي زمانها.

النصر لشعبنا ولمحور مقاومتنا ولأحرار العالم
والخزي والعار للعدو الصهيوني وحلفه الامبريالي الرجعي وخونته

واننا لمنتصرون

تيار المقاومة والتحرير
«قوات العاصفة»

القدس المحتلة- فلسطين

14 شعبان 1445 هـ الموافق 24 فبراير 2024